ال السّموّ المضادّ وقصيدة الحداثة

علاقة الشّاعر بأسلافه في قصيدة "قافية من أجل المعلّقات"

الملخص

يستظهر هذا البحث إعادة اكتشاف علاقة شعراء الحداثة بأسلافهم العظماء؛ إذ تظهر قصيدة الحداثة في الشّعريّة العربيّة إشكاليّة على مستويي الرّؤية والشّكل في علاقتها بتقاليد الشّعر العربيّ، وتتباين هذه العلاقة ظهورًا وخفاء بين الشّعراء لكنّها لا تنقطع.

وينطلق البحث من فرضيّة أنّ شعراء الحداثة يسعون إلى إيجاد مكان لهم بين زمرة الشّعراء الكبار ضمن إحساسهم بعبء التّأخر والرّغبة بالسّموّ بهذه العلاقة بما يتجاوزون به حالة "قلق التّأثر"، وينتهج البحث الاستفادة من التّنظيرات النّقديّة الّتي عالجت هذه العلاقة، وبخاصّة ما قدّمه هارولد بلوم.

وقد توزّعت المناقشة في إطارين: نظريّ وضّحت فيه النّظريّة، وتطبيقيّ، أثريت من خلاله الفكرة بقراء قصيدة محمود درويش "قافية من أجل المعلّقات" نموذجًا على ذلك.

وانتهت المناقشة إلى أنّ شعراء الحداثة يشعرون بأهميّة إثبات صلتهم بتقاليد الشّعر العربيّ، ويصرّون على إقامة صلة بين شعريّتهم وما سبقوا إليه؛ للاحتماء وإيجاد مكان لهم بين زمرة الشّعراء العظام، وكشفت القراءة لقصيدة "قافية من أجل المعلّقات" أنّها تختزل هذه العلاقة؛ إذ تقدّم سيرة محمود درويش الشّعريّة وتجربته في مستويات ثلاثة: الشّخصيّ (التّاريخيّ)، والفكريّ، والشّعريّ، وأنّ درويش يسمو بكلّ ما رآه قوة عند أسلافه وفي الشّعر العربيّ من خلال المعلّقات ليتجاوز قلقه تجاه الفناء في المستويات الثّلاثة إزاء قوّة الدّهر تحقيقًا لرؤية حداثيّة.