محاورة النص الإعلامي (نص هيكل حول جمال حمدان)
الكلمات المفتاحية:
المحاورة، النص الإعلامي، محمد حسنين هيكل، جمال حمدان.الملخص
قد يكون مفهوم المحاورة dialogue في النص الأدبي أو العمل الفني واضحاً، وقد تكون أبعادها ماثلة، وجوانبها حاضرة، وآفاقها شاخصة. قد نتحاور مع النص الأدبي مثلاً من حيث تشكيلاته وأسسه ومرتكزاته؛ من نسيج لغوي، ومكان، وزمان... وإنسان. ولكن محاورة النص الإعلامي تظل مسألة أخرى، بل قضية تستدعي عدداً من الإشكالات المنبعثة أصلاً من غاية النص (بمفهومه العام) وعطائه الفكري أو الجمالي وحدوده المتحققة أو المتخيلة.
ثمة عدد من الحقائق من الضروري أخذها في الاعتبار عند محاورة النص الإعلامي.
إن النص الإعلامي وظيفي من حيث غايته ولغته... يتوخى الإبلاغ المعرفي أو الإقناع العقلي أو الوجداني، أو كليهما معاً، دون حمل تعبيري زائد. ومن هنا فإن السؤال الأول والأهم: إلى أي مدى يلتزم النص المحاوَر بشروط نوعه الكتابي داخل منظومتي الكتابة الإعلامية (الخبر والرأي)؟ ... هل حاول هذا النص– إن كان خبراً- أن يشق مسرباً ما تجاه دائرة النوع الأساسي الثاني (الرأي) فيزكي رأيا ما أو يعظم وجهة نظر بعينها، أو يميل لموقف لينحرف الخبر-من ثم- عن دوره الموضوعي المرسوم؟
ولعل من المفارقة أن الحالة المقابلة، أي استعانة المقالة بالخبر، تعد إضافة إخبارية مرغوبة أو سبقاً يتفرد به الشكل المقالي، في حين تعد استعانة الخبر بأدوات المقال تهمة يحرص الجميع على التبرؤ منها.
ستحاول الورقة قراءة نص إعلامي للأستاذ محمد حسنين هيكل (1923-2016)، بمنهج المحاورة وأدواتها بوصفها تقنية نقدية (أدبية)، بما يوضح أبعاد هذا النص، ويتتبع مقاصده، ويحدد نجاعة مقاصده، وذلك من خلال إجراء تطبيقي يستند في الأساس إلى شروط النوع الكتابي وغايات الكتابة، ثم إلى المعايير المتبعة في اعتماد النص الإعلامي من حيث جدارتها الجدلية. أما أسلوب المعالجة، فيتكئ أساساً على مساءلة منهجية لمكونات النص، واستنطاق أطروحاته، وتمثل وقائعه، واستشراف مترتباته.