رثاء النفس في شعر المتنبي

الملخص

هدف البحث إلى دراسة رثاء النفس عند المتنبي، وتحليل النماذج ذات الأثر الواضح على البنية الشعرية لهذا الموضوع، وذلك من خلال فلسفة الشاعر نحو الموت ومعاناة المرض، ووداع الأحبة. ووظف الباحث المنهج التحليلي لمحاولة الوصول إلى ملامح رثاء المتنبي لنفسه في شعره. وقد توصل البحث إلى تميز الشاعر بفلسفته نحو الموت، وبحتميته وعدم الاكتراث له؛ إذ جعل نفسه وروحه فداءً للمحبوب، وطواعية له. وعلى الرغم مما ذاقه من المعاناة، إلا أنه أجاد دور الضحية ببراعة واقتدار من خلال ندبه لنفسه، وتحسره على الماضي، وهذا ما اختلف في رثائه نفسه عن رثاء غيره من الشعراء، إذ كان يميل فيه إلى عذاب النفس أكثر من موت النفس الحقيقي، كما نجد أن مراد الشاعر لم يكن محض رثاء النفس إلا من خلال المعاناة الواقعة عليه من ظلم وهجر لمن يحب، فكان هذا حادثًا في المقام الأول، فلم يفزع إلى رثاء النفس إلا بطريقة غير مباشرة تتناسب مع التحدث عن المحبوب الذي أذاقه ويلات الهجر، فصور الموت الحادث عن البعد، وهو ما جرى إليه كثير من الشعراء، عندما أصابهم  الضياع إذا نأى بهم الحبيب؛ فتتحول لوعة الحزن غضبا من منازع النفس، وضخامة الحدث؛ ليخلق رثاءً قبل موت الجسد.