صورة الفلسطيني في الرواية العبرية الحديثة بين "أرض قديمة جديدة" و"خربة خزعة"
الكلمات المفتاحية:
الحضور والغياب، الآخر، الوعي الممكن، الوعي الزّائف، الرّواية العبريّة.الملخص
هذه قراءة وصفية تحليلية مقارنة تعتمد منهج ما بعد الكولونياليّة بين روايتين أساسيتين في الأدب العبريّ؛ الأولى هي "أرض قديمة جديدة"، التي نشرت عام 1902م، وتُصنّف رواية سياسيّة تدخل في باب الدّعوة الآيديولوجيّة الصّهيونيّة التي استخدمت الأدب الروائيّ وسيلة أو أداة وظيفيّة لتسويغ الاستيطان الذي سيعود بالنفع على السّكان المحليين الذين سيرحبون بقدوم المهاجرين الجدد، بمنهج رغائبيّ يصوّر العربيّ متعاونًا ومسالمًا؛ أي كما يحبّ ويتمنى الأدب والفكر الصهيونيّ.
والثانية رواية "سميلانسكي" "خربة خزعة"، التي نشرت عام 1949م وتدخل في باب أدب الاعتراف والشّهادات وتطهير الذّات، وتتحدّث عن عمليات الطّرد والإذلال الممنهج الذي مارسته العصابات الصّهيونيّة المسلّحة، وشارك فيها الكاتب الذي لم يتحمّل التبكيت وتأنيب الضّمير، فما كان منه إلا الاعتراف بالكتابة، فكانت الرّواية وصفًا لشاهد عيان لشخصيّة العربيّ، بوصفها ضحيّة مستسلمة لمصيرها، أمّا شخصيّة الفلسطينيّ القوميّ المقاوم والواعي فظلّت غائبة عن الرّوايتين وعن السّرديات العبرية، وهي صورة كافية لهدم الأسس غير الموضوعيّة للسّرديّة الصّهيونيّة.